يُقال ان دورة الحضارة في حياة الانسان تقلصت من مئات السنين.. الى بضع سنوات فقط.. بفضل التطور الهائل في التقنيات الرقمية.. حيث “يعيش العالم، حالياً، منعطفاً مهماً وحاسماً وسريعاً في تاريخه كله. إنه يتجه نحو “نمط حضاري” جديد، عبر تبنّي ثقافة الانترنت “الإمبراطورية الرقمية”، التي وضعت الثقافات الإنسانية، السائدة منذ آلاف السنوات، في مواجهة تحديات حقيقية” (1)
ومن اهم هذهِ التحديات بنظري آليات التعليم العالي.. وبالاخص في بلد يروم اللحاق بركب التطور مثل العراق.
السؤال المطروح هنا :
هل تنفع طرق وآليات التعليم المتبعة منذ القرن الماضي.. او حتى بداية القرن الحالي” حتى رواج وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة ” في بناء جيل مستعد لتحديات المستقبل؟
هل لا تزال تعابير مثل “شخصية الاستاذ الجامعي” وهيبته وسلطته المطلقة هي الحاكم في العلاقة بين الاستاذ والطالب.. ومن خلالها يتم المراد؟
وبمسار موازي.. هل تتقبل شخصية جيل الانترنت والتواصل الاجتماعي ان يكون معلمها وقدوتها.. تقليدياً.. جامداً.. لا يجيد التعامل مع الهواتف الذكية… لا يرد على رسائل الواتس اب والتلگرام ..ولا يمتلك حساب في منصات التواصل الاجتماعي.. واحد في احدها على الاقل؟
والسؤال الاهم.. هل ما يطرح من مادة علمية.. في خضم التطور العلمي المتسارع.. وما يستجد بشكل يومي من تقنيات واساليب تستبدل القديم بالجديد.. كفيل بان يعطي الاستاذ الجامعي جل اهتمامه لما تحتويه الكتب والدفاتر من معلومات فقط.. ويُمحور جُل رسالته حول اتقانها وحفظها؟؟
جوابي “القاصر” .. وعن تجربة:
ان تمتلك قلما وسبورة ومعلومه هو ليس بالشي البخس.. لكن ان تمتلك حاسوب وبرامج تتيح لك ان تكون محاضرتك ممتعة ومشوقة واضافة الفديوهات والصور في ايصال المعلومه.. لهو قفزة في الوصول إلى المراد.
ان تمتلك تقنية تسجيل المحاضرة وترسلها لطلبتك باستخدام التلگرام او اليوتيوب مثلاً وتكون متاحه لهم في اي وقت يشعرون باستعدادهم لتقبلها ومراجعتها.. سيكون ارقى وانفذ لهدفك بكل تاكيد.
ان تركز على تحفيز قابلياتهم للتفكير والابداع واتخاذ القرار بدل التركيز على التلقين وحفظ مادة علميه قد تكون فاقدة الصلاحية والتنفيذ لحين تخرجهم اصلاً.. لهو افضل واجمل بمراحل.
والاهم.. ان تكون الاخ الاكبر والصديق والقدوة.. ان تشاركهم افراحهم واتراحهم ولو في الواقع الرقمي.. ان تكون صديقهم وتُبادل تواصلهم من خلال منصات التواصل الإجتماعي.. ان تحفظ اسماء من تستطيع منهم لتشعرهم باهميتهم وخصوصيتهم لديك وتحفزهم على التفاعل معك بشكل اكبر.. لتجعلهم يحبوك.. فيحبون ماتملي عليهم لهي الطريقة المثلى لايصال الرسالة (العلمية والاخلاقية) بالشكل المطلوب ولنا في معلمنا الاول.. وابن عمه ( صلوات الله وسلامه :عليهم) خير قدوة “لا تكرهوا أولادكم على آثاركم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم”(2) “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”(3)