تداعيات جائحة كورونا في العلاقات الدبلوماسيَّة

 

شارك المقال

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Email
LinkedIn

إقرأ ايضا

test

test

يمتدُّ تأثير الازمات الدوليَّة إلى العلاقات بين الدِّول، سواءٌ علاقاتها الثنائيَّة، أم علاقاتها المُتعدَّدة الأَطراف (المُنظَّمات الإقليميَّة والدوليَّة). وهذا الامتداد يكون: إمَّا سلبيَّاً من قبيل (الفتور في العلاقات الدبلوماسيَّة، أو قطعها، وعدم الاهتمام بالجِّهود الدوليَّة المُشتركة). وإمَّا إيجابيَّا ويكون ذلك من قبيل (تعزيز العلاقات الثنائيَّة، وكذلك زيادة التَّعاون الدَّولي… إلى غيرها من الأمور الأُخرى). كما أنَّ وجائحة كورونا كأزمةٍ دوليَّةٍ؛ لها تداعياتها الآنيَّة، وسيكون لها تداعيات مستقبليَّة في العلاقات الدبلوماسيَّة الثنائيَّة والمُتعدَّدة الأطراف. وكذلك ما نشهده اليوم، من مزيجٍ من مُؤشَّرات التَّأثير السَّلبي والإيجابي؛ فالسَّلبي تمظهر في الاتِّهامات المُتبادلة بين الدِّول لتقاعسها في مساعدة بعضها، إذ تجلَّى ذلك في الحالة الإيطاليَّة بصورةٍ خاصَّةٍ، والاتَّحاد الأوروبي على وجه العموم.

وقد تابعنا ذلك من خلال تصريحات المسؤولين الإيطاليين، وانزعاجهم من عدم مساعدة الاتَّحاد الأوروبي لهم في معاناتهم. وتجلى ذلك – أيضاً- في وضع العلم الصيني بدلاً عن علم الاتَّحاد الأوروبي.

كما شهدنا حالات قرصنة متعلَّقة بشحنات الموادِّ الطبيَّة بين دولٍ من المُفترض أنَّها كانتْ حليفةً قبل الجَّائحة: (الولايات المُتَّحدة الأمريكيَّة، فرنسا، إيطاليا…)، إذ لاحظنا اتَّهامات الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة للصَّين[1] بأنَّها تخفي معلومات عن الجَّائحة (فيروس كورونا كوفيد- 19)، فضلاً عن قيام مراكز الأبحاث بدراسة إمكانيَّة تحميل الصَّين مسؤوليَّةً دوليَّةً. وتكرار الرَّئيس الأميركي اتَّهاماته للصَّين؛ يؤشَّر إلى احتمال توتُّر العلاقات بين البلدين مُستقبلاً.

ولاحظنا أيضاً إصرار الرَّئيس الأميركي على إبقاء العقوبات الاقتصاديَّة على الجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة؛ بلْ وإصدار عقوبات جديدة تؤثَّر في إدارة إيران لأزمة كورونا، من دون مراعاةٍ للدَّعوات الدوليَّة في رفعها.

أمَّا مُؤشَّرات التَّأثير الإيجابي؛ فيتمثَّل في المساعدات الَّتي قدَّمتها مجموعةٌ من الدِّول إلى الصَّين في بداية الأزمة: (بريطانيا، وفرنسا، وغيرهما)، ومن ثمَّ المساعدات الَّتي قدَّمتها الصَّين لإيطاليا[2]، ومبادراتها لمساعدة بعض الدِّول المتضرِّرة من الجَّائحة: كإرسال مساعداتٍ وفرقٍ طبيَّةٍ؛ للمساعدة في مواجهة الأزمة.

وفيما يتعلَّق بالجِّهود الدوليَّة أو الدبلوماسيَّة المُتعدَّدة الأطراف، إذ لاحظنا تعاوناً وثيقاً بين دول شرق آسيا: (الآسيان: الصِّين، واليابان، وكوريا الجنوبيَّة… وغيرها) من الدِّول الأُخرى في تبادل المعلومات والمساعدات في مواجهة الأزمة.

كما لاحظنا – أيضاً- دفاع مُنظَّمة الصَّحة العالميَّة عن الصَّين، وعن أدائها في مواجهة الأزمة. كما أشادتْ بجهودٍ أُخرى غير الصَّين مثل: إيران، والعراق، وغيرهما. وعلى ما يبدو – لنا- أنَّ الأزمة لم تفسحْ المجال أمام إثارة الموضوعات المتعلَّقة بالتِّجارة العالميَّة (الدبلوماسيَّة الخاملة). كما لفتنا موقف الإدارة الأميركيَّة من مُنظَّمة الصَّحة العالميَّة، وذلك عبر التَّهديد بقطع التَّمويل عنها.

ولذا؛ فنحن أمام مُؤشَّرات متضاربة، بما يخصُّ العلاقات الدبلوماسيَّة الثنائيَّة، الَّتي لم تُترجم بعد، إلى قطع العلاقات الثنائيَّة، أو التَّهديد بقطعها على أقلِّ التَّقديرات. وأيضاً نحن أمام مُؤشَّرات خطيرة متعلَّقة بالدبلوماسيَّة المُتعدَّدة الأطراف، الَّتي تبلورتْ فقط في موقف الولايات المتحدة الأميركية، من مُنظَّمة الصَّحة.

وهذه التَّداعيات والمُؤشَّرات بمُجملها؛ رُبَّما ستُصبح أكثر وضوحاً في المُستقبل، ورُبَّما ستكون ردود أفعالٍ فقط، على مدى قوَّة ووقع جائحة كورونا على أصحاب القرار السِّياسي، وهذا ما ستكشفه لنا الأيام المُقبلة.

المصادر
  1. دراسة منشورة على موقع BBC  الالكتروني جوناثان ماركوس فيروس كورونا: هل يؤدي الفيروس القاتل إلى أزمات دبلوماسية؟  https://www.bbc.com/arabic/world-51613180
  2. https://www.alaraby.co.uk/%D9%83%D9%8A%D9%81 صحيفة العربي الجديد على الموقع الالكتروني

إقرأ ايضا

test

test