الزراعة الذكية – الزراعة المائية ‏نموذجا

‏تواجه الزراعة حول العالم  تحديات كثيره ، قد تختلف من دولة لأخرى، لكنها تشترك في ثلاثة  عوامل رئيسه ، هي (تنامي السُكان، وتناقُصالمياه، والتغيرات المنَاخية) ومع توقعات ازدياد عدد السكان في العالم سيرتفع الطلب على الأغذية بالتاكيد لذا تستخدم الدول المُتقدمة الرقمنةوالتكنولوجيا الحديثة لتنمية الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني لتغطيه الاحتياجات، وفي الدول النامية تُحافظ على القطاع الزراعيمن الفساد والسرقة، عبر توفير بيانات موثقة عن كافة أجزاء القطاع الزراعي.

وإن من اهم الامور  التي يمكن ان نلتمسها من تبني  «الزراعة الذكيه » ، هى الاسهام في القضاء على سلسله الفساد المُستمرة داخلالقطاع والذي يظهر بأشكال كثيره أبرزها تسجيل بيانات وهمية  عن القطاع الزراعي، ما يُمكن للبعض الحصول على أراضِ أو تسهيلاتأخرى متعددة بدون وجه حق.

وتتلخص  (الزراعة الذكيه ) بمفهوم الاداره  الإلكترونية للأراضي، من حيث كميات المياه المُستخدمة ودرجة الرطوبة ودرجات الحرارة،والمبيدات التي يجب استخدامها، وغيرها من المعلومات عن المحاصيل، التي يمكن الحصول عليها بواسطه استخدام  أجهزة وحساساتلتسجيل كل ما يحتاجه النبات واستنادا الى ماجاء اعلاه فأن استخدام الزراعة الذكيه  يوفر بيانات دقيقة عن كافة الأنشطة في القطاعاتالزراعية وبالتالي لن يتمكن أحد من الاستمرار في إهدار المال العام، بل ستستثمر  لزيادة الإنتاج الزراعي عبر تأهيل الأراضي بما تحتاجهعلى أرض الواقع.

الزراعه المائية ‏الزراعة بدون تربة

الزراعة بدون تربة او الزراعه المائيه هي أحد انواع الزراعه الذكيه واهمها واكثرها واقعيه وقابليه للتطبيق  وبأختصار هي الزراعه التي لانعتمد فيها على وجود التربه حيث أنّ عملية الزراعة  في هذا النوع تعتمد على توافر المحلول المغذيةوالذي هو عبارة عن محلول يستخدم فيري النباتات في المزارع المائية ويحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة للنباتات، حيث يستخدم بدلا من المياه العادية ويكون هذاالمحلول هو الوسط الذي  ينمو فيه  النباتات بدل التربه.

اهم الطرق الشائعه للزراعة المائية

• طريقة الزراعة في الحصى ونحتاج في هذه الطريقة إلى وضع طبقة سفليه في الوسط المخصص للزراعة المائية، وتتكون هذه الطبقةعادة من مزيج الحصى والزلط  أو الرمل الخشن، أو الزجاج البركاني، أو ما يُسمى بالفِرمِيكولِيت، اذ تعمل  هذه المواد كوسط يعملعلى تثبيت النبات عندما ينمو، كما تعمل على مساعدة الجذور في الحصول على المواد الغذائية من خلال المحلول المغذي الذي يضخويشترط وضع الوعاء في مكان دافئ، ويسمح بمرور أشعة الشمس إليه.
• استخدام الأنابيب في الزراعة المائية ويتكون هذا النظام من حوضين رئيسيين  الحوض  الأول مخصص للتغذية ، وتوضعبداخله الأسمدة والمواد المغذية مع الماء على شكل محلول  مغذي للنبات، والحوض الثاني يخصص للتفريغ وهو الحوض الذي يجمعالماء الذي يخرج من الأنابيب بعد تغذيه النبات فضلا عن مضخه  تقوم بدفع  الماء خلال الأنابيب المرتفعه قليلا او ممكن ان تكون ذاتارتفاع عالي. والمكون قبل الاخير هو الأنابيب  البلاستيكة التي لا تتفاعل مع المواد المغذية كما يحدث في المواسير المعدنية، و يكونقطر هذه المواسير من 10سم إلى 15سم عادة ، وتحتوي على فتحات لوضع الشتلات بها، وتُربط هذه الأنابيب بأكواع تنقل المياه منخط إلى آخر  اما المكون الاخير هو أصص للشتلات وهذه الأصص تحتوي فتحات تسمح بنفاذ الماء عنده وضعها في الأنابيب، وعلىالحصى الذي تعمل على تثبيت الشتلات عند وضعها بها ،اما خطوات عمل نظام  الأنابيب يتم عن طريق تثبيت الأنابيب إلىمكان مناسب لأطوالها ثم يتم اختيار الطريقة المناسبة لتوصيلها، حيث يفضل استخدام النظام الأفقي، وذلك بتوصيل الأنابيبببعضها البعض عن طريق الأكواع أو الأنابيب الصغيرة ذات قطر 2.5سم وبعد توصيل الأنابيب يتم تثبيت المضخة في بداية النظام،حيث تضخ المياه من حوض التغذية إلى الأنابيب، وعادة يوضع حوض التغذية في مستوى أعلى من خطوط الأنابيب، وبعدما تمر المياهبحوض التغذية تصب في حوض التفريغ، وتعود مرة أخرى إلى حوض التغذية، وفي بعض الطرق الأخرى يستخدم حوض التغذيةكحوض للتفريغ في ذات العملية وبعد وضع  وتثبيت الشتلات في الأصص ، يتم وضع هذه الأصص في فتحات الأنابيب، ويفضل فيهذه الطريقة تغيير المياه مرة أو مرتين في الأسبوع لتجنب تراكم الأملاح على جذور النباتات.

اهم مميزات الزراعة بدون تربة

• توفير المساحة حيث أنّ الزراعة هنا لا تحتاج إلى مساحة ، كما أنّ الزراعة المائية يمكن القيام بها في أيّ مكان كما يمكن استغلالالأماكن مثل سطوح المنزل وفي المدن إلى غير هذا.
• توفير نسبة كبيرة من الماء حيث أنّ هناك نسبة كبيرة من الماء يتّم فقدها في التربة كما قلنا في الزراعة التقليديه وأنّ التربة فقط تسهّلعملية الامتصاص للعناصر الغذائية المعدنية الموجودة في الماء، والزراعة بدون تربة توفر الماء المفقود في الأرض.
• توفير نسبة كبيرة من الأسمدة اذ أنّ التربة تستهلك كمّ كبير من الأسمدة ومع الزراعة بدون تربة فإنّ الأسمدة تقل إلى حدّ كبير عنالذي يستخدم في الزراعة بالتربة.
• الزراعة المائية توفّر علينا إنتاج المحاصيل في غير مواسمها حيث أنّ الزراعة بدون تربة تكون داخل بيوت محميه مكيّفة يمكن أننتحكم في نسبة رطوبة الوسط كما يمكن التحكم في الأجهزة الداخلية وهذا بالطبع يوفر علينا عملية التخزين للمحاصيل الزراعية فيغير مواسمها حيث يمكنك إنتاج ما تريد في الوقت الذي تريده.
• الزراعة المائية توفّر علينا الكثير من الجهد والعناء كما أنّ هذا النوع من الزراعة يوفّر عليك الأيدي العاملة ويقلل من مصادر التلوثالبيئي.

اهم عيوب  الزراعة بدون تربة

• ان النقص في كمية المحلول المغذي يكون سبباً في التأثير عكسي على المحصول لذا فإنّ هذا الأمر يحتاج إلى مراقبة بصفة دائمةومن الأفضل أن تكون المراقبة آلية وهذه بالطبع يتطلب الكثير من المال.
• التكلفة المادية للزراعة المائية أكثر من التكلفة المادية للزراعة التقليدية حيث أنّ التحكم في الزراعة المائية يكون آلياً وهذا ما يكون سبباًفي ارتفاع التكلفة المادية.
• نحتاج إلى مؤهلات بشرية مناسبة للتعامل مع الوسائل المستخدمة في الزراعة بدون تربة حيث أنّ الأجهزة المستخدمة تحتاج إلىكفاءات محددة.
• الحفاظ على النظافة بالبيئة المحيطة بالمحلول حيث أنّ أيّ تلوث يكون سبباً في التأثير العكسي على المحاصيل الناتجة من الزراعةالمائية كما أنّ البيت المحمي لابد من ان يعقم بصوره مستمرة مع اتّباع الإجراءات الصارمة للحفاظ عليه من أيّ مادة سامة تدخل إلىالبيئة المحيطة به.

الخلاصة

ان الزراعة المائية أحد صور الزراعة بدون تربة (الزراعة الذكيه)ويقصد بها تربيه النباتات في الماء كوسيط أساسي للنمو مضافا إليةالعناصر الغذائية (( الأسمدة السائله  )) التي تحتاجها النباتات للنمو بصورة طبيعية ويوجد العديد من أشكال الزراعة المائية التي تختلف على حسب حركة المياه حول الجذور مابين ساكن ومتحرك…..