حياتنا والامراض مابعد جائحة كورونا

حيث تعمل هذه البكتريا على حماية الانسان من خطر الإصابة بالبكتريا الضارة من خلال التنافس معها على المكان والغذاء، ان استخدام المعقمات بشكل مفرط سيقتل البكتريا النافعة على الجلد ويزيد من ظهور البكتريا المقاومة وتكاثرها بشكل ملحوظ

1. حيث تستطيع البكتريا بعد عدة دورات من التكاثر بوجود المعقم من اكتساب جينات مقاومة للمادة المعقمة وازدياد في اعدادها على حساب انحسار البكتريا النافعة، حيث لوحظ في دراسة عالمية ان البكتريا المسببة لالتهابات الحروق وتسمم الدم قد تمكنت من النمو والتكاثر بوجود المادة المعقمة للحروق وكذلك اكتسابها المقاومة لاحد المضادات الحيوية المستخدمة للقضاء عليها
2.  من العوامل الأخرى المساعدة في ظهور البكتريا المقاومة هي الزيادة الملحوظة في استخدام المضادات الحيوية في ضل جائحة كورونا من قبل المرضى المصابين بفايروس كورونا المستجد، حيث اثبت ان 90٪ من المرضى يتم علاجهم بمضادات بكتيرية، ان هذه الزيادة في استخدام المضادات الحيوية يؤدي بلا شك الى ظهور اعداد كبيرة من البكتريا مقاومة بعد انتهاء هذا الوباء
3.  ان مشكلة البكتريا المقاومة هي من المشاكل العالمية التي أعطيت أولوية كبرى من قبل منظمة الصحة العالمية، حيث اشارت التقارير الى احتمال وفاة ما يقارب 10 مليون شخص في السنة بحلول عام 2050 بسبب البكتريا المقاومة لجميع المضادات الحيوية المطروحة للعلاج، ان هذه الأرقام ستزداد بعد انتهاء جائحة كورونا بلا شك.

لمعالجة هذه الزيادة في ظهور البكتريا المقاومة، يجب اتباع استراتيجيات فعالة للتقليل من حجم المشكلة، من اهم الاستراتيجيات المتبعة عالميا خاصة من قبل مركز السيطرة على الامراض في الولايات المتحدة الامريكية هي مجموعة من الارشادات الوقائية منها وضع ضوابط صارمة بمنع شراء المضادات الحيوية بدون وصفة من الطبيب المختص، حيث يعتبر الاستخدام الخاطئ والمفرط من اهم العوامل المساعدة في ظهور سلالات من البكتريا المقاومة، العناية بصحة الحيوان والتقليل من استخدام المضادات الحيوية في تغذية المواشي لزيادة حجمها بشكل سريع وزيادة انتاجها من الحليب، حيث تعتبر الحيوانات من مصادر انتقال البكتريا المقاومة للإنسان، اجراء دراسات إحصائية بشكل دوري للكشف عن نسبة البكتريا المقاومة في مقاطعة او محافظة محددة ومعرفة المضادات الغير فعالة في العلاج لتجنب استخدامها لاحقا، التشجيع على تطوير جيل جديد من المضادات الحيوية الفعالة وأخيرا استخدام تقنيات حديثة ومتطورة للكشف عن البكتريا المقاومة في المختبر4.  اما مشكلة مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية الموجودة هي مشكلة متفاقمة في العراق نظرا للنظام الصحي الخاطئ المتبع في العراق ومن اهم الأسباب التي أدت الى ظهور هذه البكتريا المقاومة وبنسبة عالية بين المرضى  في العراق هي عديدة منها ما يتعلق بالمرضى وأخرى تتعلق بالسياسة الصحية المتبعة في قطرنا، فهنالك نسبة كبيرة من المرضى من يستخدم هذه المضادات الحيوية بشكل خاطئ كالاستخدام المفرط لها او قطع العلاج قبل اكمال الفترة الزمنية اللازمة، استخدام نفس العلاج لشخص مقرب او من العائلة بمجرد ظهور نفس الاعراض المرضية بدون استشارة الطبيب المختص، انتشار استخدام الابر الخبط لعلاج نزلات البرد والتي كما هو معروف ان مسببات معظم نزلات البرد هو فايروسي ومن غير الممكن علاجه بمضادات بكتيرية وخاصة الموجودة في الابر الخبط لكونها مضادات حيوية ذات تأثير جدا قوي على البكتريا وبالتالي استخدامها المفرط سيؤدي الى ظهور بكتريا شديدة المقاومة وجعل الشخص لا يستجيب لأي علاج. اما فيما يتعلق بالنظام الصحي الحالي هو غياب الرقابة الصحية الصارمة وسهولة حصول المريض على المضاد الحيوي من الصيدلية بدون وصفة الطبيب، قلة النظافة الصحية في المستشفيات العراقية والتي غالبا ما تعاني جميع ردهاتها من التلوث البكتيري ولا شك ان بيئة المستشفيات تعتبر بيئة مثالية لانتقال البكتريا المقاومة بين المرَضى الراقدين فيها وبالتالي زيادة ظهور نسبة هذه البكتريا في المجتمع. من الجدير بالذكر أيضا الجانب الاقتصادي ووعي المجتمع له دور كبير في هذا الشأن،ان هذه الأسباب وأخرى جعلت من الشائع وجود نسبة ليست بقليلة من المرضى الذين يعانون من التهابات بكتيرية لا تستجيب لأي نوع من العلاجات المتوفرة وهذه النسبة ستزداد بلا شك في ضل الظروف الراهنة نتيجة وباء كورونا لظهور عوامل مساعدة أخرى تم ذكرها انفا. الحلول الضرورية الواجب تطبيقها للتقليل من خطر هذه المشكلة هي

1.  نشر الوعي والثقافة الصحية بين المواطنين من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتفعيل دور الكادر الصحي للقيام بالتوعية الصحية اللازمة حول الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية وخطورة تناولها بشكل عشوائي.
2.  منع الصيدليات من بيع المضادات الحيوية بدون وصفة من الطبيب ومنع بيع الابر الخبط لعلاج الانفلونزا
3.  الاهتمام بنظافة ردهات المستشفيات واتباع الطرق الصحيحة بتعقيم الردهات، تبديل شراشف اسرة المرضى وتعقيمها قبل الاستخدام، عدم اشراك الأدوات المستخدمة في الفحص بين المرضي، ضرورة لبس الكفوف من قبل العاملين في المستشفيات اثناء تعاملهم مع المريض ورميها في المكان المخصص بعد التماس مع المريض.
4.  العناية بتهوية الغرف والردهات وتقليل الزخم في مكان رقود المرضى
5.  ضرورة توفير الرعاية الصحية لجميع المرضى في العراق وخاصة المناطق العشوائية
6.  اجراء دراسات إحصائية وبشكل دوري في كل مستشفيات المحافظة وفي جميع المحافظات عن نسبة البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية وما نوع المضادات الحيوية التي أصبحت لا تعمل لتجنب وصفها للمريض
7.  تخصيص جزء من موازنة الدولة لأغراض البحث العلمي في مجال تطوير مضادات حيوية جديدة واستخدام تقنيات حديثة في تشخيص هذه البكتريا.